الثقافة الشعبية والأمثال – جدل التأثير والتأثر بقلم د. جاسم الفارس
كاتب الموضوع
رسالة
أشرف على
مؤسس الدعم التطويرى
عدد المساهمات : 2842 تاريخ التسجيل : 23/10/2012
موضوع: الثقافة الشعبية والأمثال – جدل التأثير والتأثر بقلم د. جاسم الفارس السبت نوفمبر 03, 2012 2:55 am
الثقافة الشعبية والأمثال – جدل التأثير والتأثر بقلم د. جاسم الفارس إنّ الانشغال بالثقافة الشعبية ومعطياتها وعلاقاتها المعرفية والمجتمعية تقودنا إلى البحث في الذات الاجتماعية، بوصفها الفضاء الذي يمدّ الفرد بمقومات التقدم والنضوج، لأنها تحتوي المعطيات الثقافية والفكرية والقيميّة والجمالية التي صنعتها في حراكها الاجتماعي والتاريخي، وتشكل مادة للتأمل وحافزاً للتطور بما تمثله تلك المعطيات من عبر وحكم، وقدرة على الحوار مع ثقافات الأمم الأخرى والتفاعل معها، لكون الثقافات الشعبية /الاجتماعية، وحدات فكرية متنوعة تشكل على الصعيد العالمي أنساقاً معرفية، تعكس الاستقلال من جهة والتفاعل مع الآخر في الوقت ذاته. إن وعينا بالثقافات الشعبية للمجتمعات الإنسانية، يعني وعينا بقدراتها العقلية، وطاقاتها التبادلية، وفي إطار بحثنا هذا، فإن الأمثال تعّد أحد أشكال هذه الطاقات التبادلية بما تعكس من تشابه داخل منظومتها الاجتماعية وخارجها بين المنظومات الاجتماعية المتعددة في إطار الثقافات الاجتماعية السائدة. إن السمة البارزة في الثقافات الاجتماعية هي قابليتها على التأثير والتأثر، أنها تتأثر بمعطيات المجتمع التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والسلوكية، وتؤثر فيها كذلك. تتمثل الطاقة التأثيرية للأمثال في أربعة عناصر مهمة هي: 1- التآلف الاجتماعي: والمقصود به قدرة المجتمعات الإنسانية على إدارة سلوكها الاجتماعي المعقد، من خلال قدرتها على إنتاج الثقافة وتطورها. ويعّد (المثل) في هذا المضمار أحد أشكال نتاج تلك القدرة. 2- الذكاء الاجتماعي: وينطوي هذا الذكاء على القدرة التي تسمح لنا بأن نعزو للآخرين مجموعة من الصفات العقلية المتباينة التي تعكس خططهم ومواقفهم ونواياهم ، وهي التي تنتج أشياء مهمة منها المعرفة ومنها (الأمثال)، التي تمكننا من قراءة بعض الملامح الأساسية للثقافات الشعبية. 3- الميزة الانتخابية للروح الاجتماعية: تنتقل المعارف والمهارات عبر الأجيال، وفي هذا تكمن الميزة الأساسية للروح الاجتماعية التي تقتسم المعرفة وتولدها عبر هذا الانتقال والتبادل. إن كفاءة صنّاع المعرفة في الثقافات الاجتماعية، واتساع رؤيتهم وبعد نظرهم، هو الذي يؤدي إلى تحولهم إلى قوة انتخابية تمتلك القدرة على توجيه الأحداث وتعميق المعارف وصناعة التاريخ، ومن ثمّ قيادة الآخرين والتأثير في ثقافاتهم ومعارفهم. 4- ابتكار التاريخ: إن مسيرة البشر وحراكهم الثقافي يوضحان أن المجتمعات الإنسانية تبتكر ثقافاتها وتطورها دائماً، وتعكس الأمثال جانباً مهماً من هذا الابتكار الذي هو انعكاس لتفكير جديد ورؤية جديدة، فهو إما نتاج تأثر بالمنجز السابق، أو تأثير في الواقع الحالي لصياغة نمط جديد وحالة جديدة. نطلق على هذا الحِراك الثقافي مصطلح (الثقافوية) التي هي أطار للفكر ورؤية للعالم، ويقوم الأفق الثقافوي على جملة اقتراحات تميل إلى الظهور مجتمعة وهي: 1- الارتباط الوثيق بين بنية الشخصية والثقافة المميزة للمجتمع، لكون الثقافة في ضوء هذا التصور هي نظام القيم الأساسي للمجتمع، وعليه تعد (الأنا) ترسباً ثقافياً. 2- تميل المجتمعات إلى تشكيل كلٍّ ثقافي فريد، بغض النظر عن درجة تطورها الاقتصادي، وهذا يجعلها حتماً مختلفة عن بعضها بقوة من الناحية الثقافية. 3- ميل نظام قيم المجتمعات إلى الاتسام بقيم غالبة أو صيغية، الأمر الذي لا يستبعد وجود قيم محرَّفة وقيم متنوعة، فيرى أصحاب هذا الاقتراح أن الهنود الحمر مثلاً في المكسيك الجديدة، يعلقون أهمية أساسية على القياس والتناسق ووحدة الإنسان مع الكون، إنهم يشكلون مجتمعاً متوازناً وخاضعاً للقياس، بينما يعيش السكان الأصليون في الشاطئ الشمالي الغربي لأمريكا في مُناخ تنافسي ثابت، إذ يبذل الأفراد جهداً لإثبات تفوقهم، وانتصارهم على منافسيهم حتى بالعنف عند الاقتضاء. بينما يعلّق الأمريكيون أهمية على الكمال أكثر من الألمان، ويعلّقون أهمية أقل على النماذج الثقافية. أما بالنسبة للإنكليز فالعالم هو مدى طبيعي يتكيف معه الإنسان، لا ينسب لنفسه فيه أي إستشراف على المستقبل، وإنما فقط التبصر المجرب للفلاح أو للمزارع، ويعد الإنسان المشارك الأصغر لله. 4- تميل ثقافة مجتمع معين إلى الانتظام في جملة من العناصر المتماسكة فيما بينها. 5- يحيا الإنسان في عالم رمزي يخلقه هو، وكل حقيقة تكون بالنسبة له رمزية، فالأحكام والتقييمات والمدركات تكون كلها نسبية مع النظام الثقافي الذي ينتمي إليه .
• معاني الثقافة: في البدء نؤكد على أن الثقافة سواء أكانت شعبية كما يود بعضهم أن يفصلها عن مفهوم الثقافة العام، أو ثقافة النخبة كما يحلو للآخرين أن يسموها، تشتمل على ثلاثة معانٍ أو ثلاث مجموعات من المعالجات: 1- يشير المعنى الأول الذي يستعمله مؤرخو الثقافة بمعنى تقني لجميع عناصر الحياة البشرية التي ينقلها المجتمع، سواء أكانت مادية أم معنوية، وهي بهذا المعنى ملازمة للإنسان، إذ لا يوجد إنسان بما في ذلك المجتمعات البدائية لا ينخرط في عالم اجتماعي له شبكة من الاستعمالات والعادات والمواقف التي يحافظ عليها التراث وينقلها، فبالنسبة لمؤرخ الثقافة يوجد عدد من أنماط الثقافة وأنواع لا نهائية من عناصرها. 2- المعنى الثاني وهو الأكثر تداولاً يؤكد على التدقيق الفردي المقام انطلاقاً من عدد صغير من المعارف والتجارب المتمثلة، لكنه مشكّل من مجموعة من ردود الفعل الخاصة، المصادق عليها من طرف طبقة معينة وتراث معين. 3- المعنى الثالث يشتمل التركيز على البعد الروحي والخبرات الروحية للجماعة، أكثر مما يركز على الخبرات الروحية للفرد، ويلتقي مع المعنى الثاني في تركيزه على عدد قليل من العوامل المستقاة من بناء الثقافة الواسع. تقترب الثقافة من الروح أو (العبقرية) الخاصة بشعب من الشعوب، من دون أن يكون هذا اللفظ مرادفاً لها تماماً، إن الثقافة تتضمن زيادة على الماضي، جملة تجليات ملموسة ومميزة، وعليه يمكن القول أن الثقافة هي الحضارة من حيث أنها تتضمن العبقرية القومية . وعليه يمكن صياغة مفهوم الثقافة كما عرفها كلاكهون بأنها "كل مخططات الحياة التي تكونت على مدى التاريخ بما في ذلك المخططات الضمنية والصريحة والعقلية واللاعقلية وغير العقلية، وهي توجد في أي مكان موجاتٍ لسلوك الناس عند الحاجة" . ويضيف كلاكهون "أن ثقافة مجتمع من المجتمعات هي نسق تاريخي المنشأ، يضم مخططات الحياة الصريحة والضمنية، يشترك فيه جميع أفراد الجماعة أو أفراد قطاع خاص معين منها" . إن المجتمعات الإنسانية تتقدم برقي منجزاتها الثقافية وبتنوع هذه المنجزات وتطورها وقوة حضورها، فالمجتمعات التي تعرف مكوناتها الثقافية التي تتحكم فيها وتُنمّط تفكيرها وتحدد اهتماماتها وتوجه نشاطاتها ، تحقق تقدما وازدهاراً مهمين، ذلك أن الثقافة بمفهومها الأنثروبولوجي هي أسلوب أو طريقة الحياة التي يعيشها أي مجتمع بما تعنيه من تقاليد وعادات وأعراف وتاريخ وعقائد وقيم واهتمامات واتجاهات عقلية وعاطفية ورؤى مستقبلية، انها طريقة تفكير وأنماط سلوك ونظم ومؤسسات اجتماعية وسياسية وما يعيشه المجتمع من انفتاح أو انغلاق، والثقافة بهذا المحتوى العلمي لا تأتي قصدا من الأفراد وإنما يكتسبها الناس من البيئة التي يولدون فيها ويحيون .
• الأمثال والثقافة: في ضوء هذه المفاهيم للثقافة، يعّد المثل أحد فروع الثقافة وأكثرها ثراءً، إذ يجسّد تعبيراً عن نتاج تجربة أمة طويلة تخلص إلى عبرة وحكمة، ومجموعة الأمثال الشعبية تكوّن ملامح فكر شعبي ذات سمات ومعايير خاصة، وهي جزء مهم من ملامح الشعب وأسلوب حياته ومعتقداته ومعاييره الأخلاقية . تؤثر الأمثال في المجتمعات من خلال ما يأتي: 1- قدرتها على إحداث الحراك الاجتماعي. 2- تأثيرها في السلوك الإنساني. 3- تعدد موضوعاتها التي تكاد أن تحتوي كل مناحي الحياة. 4- جمال بلاغتها المتمثلة في خصائصها التي هي إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه وجودة الكتابة . تتأثر الأمثال في الثقافة الشعبية السائدة، ويبدو هذا واضحاً إذا ما تناولنا مصادر الأمثال، فالأمثال تغرف من مصادر عديدة يمكن إدراجها على النحو الآتي: 1- مستمدة من الحياة ونكتها الشعبية. 2- ما اقتبس عن الفصحى بنصه أو بشيء من التغيير على لغته. 3- ما استمد من كتب التراث. 4- المستمد من الأغاني الشعبية. 5- ما هو خلاصة تجارب وممارسات شعوب أخرى. 6- إدراك خصائص النفس البشرية. 7- خلاصة التعامل مع ثقافات الشعوب ودياناتها .
إن الثقافة الشعبية هي نتاج وعي الأمة بحراكها الاجتماعي وبيئتها ، ومن البديهي القول أن الأمثال السائرة والأقوال المأثورة عند جميع الأمم هي خلاصة تجاربها، ومستودع حكمتها، وسجل أخبارها، وترجمان أحوالها، فهي أشبه ما تكون بمرآة تعكس روح الأمة وعبقريتها، كما يتجلى في فكرها ومعتقداتها وعاداتها وتقاليدها ومثلها الأخلاقية والتربوية، إنها حياة الشعوب الخالدة وعلامة من علامات تميزها، ونبع من ينابيع كرامتها. ويحسن بنا قبل الخوض في حديثنا عن الثقافة الشعبية أن نستعرض تعريف القدماء ومفهومهم للمثل العربي. إذ تدور لفظة (المثل) في المعجم العربي حول جملة معان منها : الشبه، والنظير، والصفة، والحجة، والعبرة والقول السائر بين الناس، المشهور بين عامتهم وخاصتهم، يضربونه لتصوير المعنى المراد تصويراً حياً بأوجز عبارة وأبلغها تأثيراً في النفوس، والمدلول الأخير هو الذي يهمنا. وقد انشغل علماؤنا بالأمثال وقدموا كنوزا أدبية مهمة شكلت ملمحاً مهما من ملامح ثقافتنا العربية والإسلامية نشير إلى بعضها على سبيل المثال لا الحصر: أمثال الضبي للمفضّل الضبي ت(180هـ)، والأمثال لزيد بن رفاعة ، وكتاب فصل المقال في شرح كتاب الأمثال لأبي عبيد بن سلام، ت(224هـ)، شرحه أبو عبيد البكري، والفاخر للمفضل بن سلمة، ت (291هـ)، وكتاب الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة لحمزة بن الحسن الأصفهاني، ت (351هـ)، وجمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري، ت (395هـ)، والمستقصى في الأمثال للزمخشري، ت (538هـ)، ومجمع الأمثال للميداني، ت(510هـ)، وكتاب الأمثال لعلي بن الفضل الطالقاني، ت (421هـ)، وكتاب الأمثال لأبي الفضل الميكالي عبيد الله بن أحمد، ت (436هـ). فكانت الأمثال عندهم تقوم على تلك المعاني التي وحدت عدداً من علماء اللغة وأساطين الأدب والفلاسفة ومصنفي كتب الأمثال حول هذا الموضوع : ونشير في هذا المقام إلى إدراك ابي هلال العسكري للأمثال وقيمتها الحضارية في كتابه جمهرة الأمثال: "ما رأيت حاجة الشريف إلى شيء من أدب اللسان، بعد سلامته من اللحن، كحاجته إلى الشاهد والمثل والشذرة والحكمة السائدة، فإن ذلك يزيد المنطق تفخيماً ويكسبه قبولاً، ويجعل له قدراً في النفوس، وحلاوة في الصدور، ويدعو القلوب إلى وعيه ويبعثها إلى حفظه. ويأخذها باستعداده لأوقات المذاكرة، والاستظهار به أوان المجاولة في ميادين المجادلة، والمصاولة في حلبات المقاولة، وإنما هي في الكلام كالتفصيل في العقد والتنوير في الروض، والتسهيم في البرد، فينبغي أن يستكثر من أنواعه، لأن الإقلال منها كإسمه إقلال، والتقصير في التماسه قصور، وما كان منه مثلاً سائراً فمعرفته ألزم، لأن منفعته أعم، والجهل به أقبح" . ومن هنا كانت المعرفة بالأمثال ضرورة، ليس لأهل اللغة الناطقين بها فحسب، بل هي أمر محتم على كل دارس للغة من غير أهلها، أن لم يكن لاستعمالها فمن أجل فهم اللغة وثقافتها في إطارها الطبيعي. ولا يختلف الأوربيون في تعريفهم للمثل عن معناه في الثقافة العربية، فالمثل عند أرسطو: هو العبارة التي تتصف بالشيوع والإيجاز، ووحدة المعنى وصحته ، وعند آرثر تايلور هو أسلوب تعليمي ذائع بالطريقة التقليدية، يعمل أو يصدر حكماً على وضع من الأوضاع. وفي ثقافتنا العربية المعاصرة اهتم الكثير من العلماء العرب بقضية المثل ومكانته في ثقافة الأمة، فالمثل عند شوقي ضيف هو فلسفة الحياة الأولى، وله في تاريخ الفكر أهمية لا يدركها إلا من تعمق في دراسة نفسية الشعوب ودراسة التطور الفكري عند البشر. وعند محمد أبي صوفة هو مظهر حضاري يتصل بجذور الشعب، سواء أكان في معناه الظاهري المسجل للحدث، أم بمعناه الباطني الذي يشتمل على الموعظة والحكمة، فهو تراث العامة والخاصة، وهو واحد من أهم مكونات الشخصية الأدبية العربية، وهو ملمح من ملامحها الأصلية، وهو إلى هذا وذاك نهاية البلاغة في لغتها، كما أنه دليل الحصافة والفهم، والأمثال مصابيح الأقوال . وفي الفرنسية تشير المعاجم إلى أن المثل، هو جملة خيالية ذائعة الاستعمال، تدل على صدق التجربة أو النصيحة أو الحكمة، يرجع إليها المتكلم. وقديماً عرّفوا المثل بأنه حكمة شعبية قصيرة تُتداول على الألسنة، أو هو جملة غالباً ما تكون قصيرة، تعبر عن حدث ذي مدلول خاص، ولكن يبقى على المستمع تخمينه، ويُرجع المؤرخون المثل إلى كلمة Proverb حتى نهاية القرن الثاني عشر، وهي مستعارة من كلمة Proverbium باللغة اللاتينية، وكان معناها لغزاً أو مقارنة، ويذكر المهتمون بالأدب، أن المثل جملة لها محتوى تعبر عن حقيقة عامة. ويسمون أحد أسفار الكتاب المقدسbible بـ (سِفر الأمثال) وأمثال سليمان، الذي يتضمن مجموعة من الحِكَم الأخلاقية. كما ذكروا أن من مرادفات المثل (Proverb) في الفرنسية: adage maxime, diction، وهي مصطلحات تعبرعن الحكمة والعبرة والموعظة، وذكروا أن ثمة أشخاصاً تذكر الأمثال بأسمائهم ، تعبيراً عن حكمتهم فذكروا بيتاً شعرياً لفولتير اتخذه الفرنسيون مثلاً: "من يخدم بلده ليس بحاجة إلى أجداد" . وإذا ما انتقلنا للمحدثين الذين اهتموا بدراسة المثل، نجدهم لا يكادون يختلفون مع القدماء في مفهوم المثل، فمثلاً يقول أميل يعقوب: المثل هو عبارة موجزة بليغة شائعة الاستعمال، يتوارثها الخلف عن السلف، تمتاز بالإيجاز وصحة المعنى وسهولة اللغة وجمال جرسها. ويصف باحث آخر المثل بأنه قول موجز سائر، صائب المعنى، تشبه به حالة حادثة بحالة سالفة، وهذا أحمد تيمور (باشا) يذكر في كتابه الأمثال العامية بأنها أدب العرب، ومرآة صادقة تتجلى فيها صورة الأمم، وما عليها من أخلاق وعادات، وأن الأمة لا ترقَى إلى العمران أو تتألف لها لغة، إلا وهي تنطق "بالأمثال"، لأنها غرس الحكمة ونبت الخبرة ومقياس الأدب . وقد تدرجت الأمثال مع الزمن لترتقي أحياناً إلى مرتبة الأعراف التي يحتكم إليها الناس في تعاملهم مع بعضهم، وفي إقامة علاقاتهم فيما بينهم، في حدود تلك الأعراف، سيما تلك التي تعبر الأمثال عن مصداقيتها، وفعل تأثيرها، ولذلك كانت الاستعانة بالأمثال دوماً إما لتوضيح فكرة، أو تقريب معنى، أو الدفاع عن رأي، أو الاستشهاد بموقف . .
الثقافة الشعبية والأمثال – جدل التأثير والتأثر بقلم د. جاسم الفارس