موضوع: قراءة نقدية فى ديوان أحكى وقول يا ورق السبت نوفمبر 03, 2012 8:59 pm
إنه الشعر دائما فيض وإلهام روعة ورجفة منحة من الله تعالى للإنسان ومنحة من الشاعر للإنسانية (1 ) . والشعر يراه العقاد من نفس الرحمن مُقتبسُ ويراه عبد الرحمن شكرى مرادف للوجدان فيقول : ألا ياطائرَ الفردوسِ إن الشعرَ وجدانُ والشعر هو الكلام الباعث للدهشة وهنا يقول الشاعر العربى القديم :
إذا الشعرُ لم يدهشْك عند سماعهِ فليس خليقا بأن ُ يقال له شعرُ
ويؤكد نجيب سرور على هذا المعنى فيقول :
الشعر مش عامى وفصيح الشعر لو هزّك بقى الشعر بصحيحْ
والشعر عند الشاعر الإنجليزى الكبير " وردزورث " : " هو انسياب تلقائى للمشاعر القوية يصدر عن العواطف التى تُستعاد فى حالة سكينة وهنا يتم نوع من التأمل فى هذه المشاعر تختفى فيه تلك السكينة بالتدريج وتحل محلها عاطفة قريبة من تلك التى كانت موجودة قبل عملية التأمل حيث تحتل العاطفة الأخيرة الذهن بالكامل وهنا تبدأ كتابة الشعر العظيم عادة" ( 2) . وبالشعر دائما يلوذ الشاعر ويحتمى من عوامل الزمن تلك العوامل التى تعمل دائما على النيل من بهائه وتعمل جاهدة على إفنائه من فوق هذه الأرض .. والشاعر دائما يحاول القبض على لحظته الإنسانية أو على جمرته قبل أن تفلت من بين يديه وهو يحاول أن يقبض على هذه اللحظة فى قصيدته وهى فى أوج تحققها وفى أتم اكتمالها ولحظة القبض هى لحظة الفرح الحقيقى للشاعر قبل أن ينغمس فى حزنه الأبدى وللشاعر طقوس معينة حتى يتمكن من معاينة هذه اللحظة والقبض عليها بعيدا عن الغير والعزلة أهم هذه الطقوس التى تسمح له بالتهيئة الوجدانية والنفسية لاستقبال هذه اللحظة إنها لحظة الشروق التى يتمنى الشاعر أن يدرك دهشتها فى محاولة جادة منه للقبض عليها بُغية إبقائها أطول وقت ممكن قبل أن يهاجمه الغروب الذى يعنى الفناء بالنسبة له والشاعر كالنبى يمتلكان معا القدرة على الحلم بالمستحيل والحلم بتغيير هذا العالم كما يمتلكان معا أيضا الرغبة الجارفة فى تحقيق هذا التغيير ولذلك تدور دائما أحلام الشعراء فى فلك نبؤات الأنبياء ولكل شاعر نبوّته ونبؤته . والشاعر إبراهيم خليل إبراهيم هو أحد الطيور الشاعرة التى تحلم بتغيير هذا العالم ويتضح ذلك جليا من خلال ديوانه ( إحكى وقول يا ورق ) . ولنتأمل ما يقوله في مقطوعته الشعرية التى عنوانها ( ليه نعيش أغراب ) حيث يقول :
تعالوا نحضن شمسنا / نفتح لها الأبواب ونسيب للفجر طاقة/ و نسيب للشمس باب ونخلى الحب ينطق/ ويبدّد فى السحاب خلى الشراقى تطرح / وينّور التراب وتضحك السنابل / وتطرد الخراب حبل الفراق ضعيف / وليه نعيش أغراب ؟
وهى دعوة إبراهيمية للحلم بكل ما هو جميل وبكل ما يجلب الخير لهذا العالم فطلوع الشمس وطرح الأرض الشراقى وإضاءة التراب وضحك السنابل ومطاردة الخراب كل هذه أمنيات مضيئة يحلم بها شاعرنا تهدف إلى تغيير هذا العالم إلى الأنقى والأطيب .. تلك الأمنيات ضفرها الشاعر فى صور شعرية جزئية وفى إيقاع سلس يتناسب مع بساطة الفكرة ورشاقة المضمون وما أجمل الصورة التى ينير فيها التراب وتضحك السنابل . ويستمر حلم إبراهيم خليل إبراهيم فى تغيير هذا العالم إلى الأجمل وإلى الأمثل .. إلى المدينة الفاضلة التى تخلو من الظلم والحقد والنفاق .. مدينة تتوشح بالعدل والنور الذى يهدى هذا العالم إلى صوابه . ولنتأمل ما يقوله شاعرنا فى مقطوعة بعنوان " الكلمة بتهدى عالم " حيث يقول مخاطبا قلمه :
باتمنى تبقى جنبى / مصباح فى سكتى أنت اللى بيك بتكبر / وتنوّر كلمتى كلمة بتهدى ظالم / وكلمة بتهدى عالم وكلمة بتبقى نور / وتبدّد فى المظالم
وكأن شاعرنا بحث حوله فلم يجد إلا قلمه كى يختصّه بهذا الدور فى لحظة صافية من لحظات الأنسنة للأشياء المحيطة مما يكشف عن فطرة الإنسان وشفافيته . ويستمر شاعرنا فى البوح إلى قلمه فى مقطوعته السابقة حيث يقول مخاطبا قلمه فى لحظة من لحظات التوحُّد والتباوح النادرة :
يا قلمى ياللى نزفك بيعرف الأمم باصُب حزنى فيك يروح منى الألم واحلم معاك ببكرة تاخدنى للقمم بيك الكون بيصْحى وتبقى الضلمة نور ونرسم بيك حياتنا والنبض فيك شعور
ولنتأمل معا عزيزى القارىء تلك الصورة الشعرية الثرية التى ساقها شاعرنا فى نشوة توحدّه مع قلمه النابض قائلا " باصُب حزنى فيك يروح منى الألم" وكأن القلم ملاذه الحنون هو متنفسه الوحيد وطبيبه الأوحد فكلما شعر بالألم وكلما هاجمه الحزن ليس أمامه سوى قلمه يهرع إليه ويصب فيه حزنه ويبكى على صدره وفى النهاية يخرج صافيا نقيا بعد أن أودع همومه وأحزانه فيه .. وما أروع الصورة التى يقول فيها " واحلم معاك ببكرة تاخدنى للقمم " حيث يشارك الشاعر قلمه فى الحلم بتغيير هذا العالم ويصعدان معاً إلى قمة الآمال والأحلام التى يتمنيان تحقيقها لهذا العالم المتصارع وهى صورة رائعة تعكس قوة ومتانة ارتباط الشاعر بقلمه . ما أروع هذا التوحد الذى تمخض عن هذا التصوير الدافىء .. وما أجمل هذا التوظيف الدرامى الفاعل الذى صعد بشاعرنا إلى أروع لحظات التوحد مع قلمه يبثه همومه وأحزانه .. يبثه آماله وآلامه يبكى فى حضوره فى أروع لحظات الضعف الإنسانى ولايمكن أن نغفل عن الصورة النازفة والمدهشة التى جعل فيها شاعرنا النزف وهو معادل للمعاناة والتوجع جعله مصدر معرفة للعالم وهى صورة شاعرية رائعة تضيف إلى رصيد الشاعر وتؤكد رأينا فيه . ويستمر شاعرنا إبراهيم خليل إبراهيم فى التحليق باحثا عن عالمه الأسمى الذى تصفو فيه القلوب وتهدأ النفوس وتستفيق الضمائر ويعود إلى الكون انضباطه ورونقه الشفاف فيتساءل فى مرارة قاسية عما أصاب هذا العالم من جنون وهياج أفقده نعومته وانسيابيته فيقول فى مقطوعة بعنوان " فى الأساس إحنا الغلط " :
ليه قلوبنا اتفرقت/ ليه نفوسنا اتغيرت ؟ والملامح والوشوش / فى غرابة اتبدلت ليه نبيع فى الضماير / ليه نفرّط فى المصاير ؟ والحقايق فينا تاهت / والخطاوى اتبرجلت ليه نلوم غيرنا بسذاجة / فى الأساس احنا الغلط ؟
وكأن الفرقة وتغير النفوس واختلال الملامح وانعدام الضمائر والتفريط فى الحقوق كل ذلك كان وراء الكارثة التى حلت بهذا العالم ، ويصل شاعرنا بعد هذا السرد الإستفهامى إلى قمة التنامى الدرامى للحدث فيقول : ليه نلوم غيرنا بسذاجة / فى الأساس إحنا الغلط وهنا يلخص الشاعر القضية ويحددها فى أن اللوم على الآخرين ليس هو الحل وإنما الحل الحقيقى لكل مشاكلنا أن نعترف بالحقيقة فى شجاعة ودون مواربة أن نعترف بأن الخلل الحقيقى يقع فينا نحن وعلينا أن نبدأ بأنفسنا إذا أردنا لهذا العالم أن يستقيم وإذا أردنا أن نصل إلى اللحظة الحاسمة لبداية الإصلاح والتغيير . ومن المقطوعات الثرية فى هذا الديوان تلك التى يخاطب فيها شاعرنا ابنه يحمله الأمانة ويوصيه وما أروع تلك الأمانة وما أجل تلك التوصية فهى ليست نفوذاً ولا مالاً وإنما هى كلمات مضيئة تفيض عذوبة وشفافية وصدقاً حيث يقول فى مقطوعة بعنوان " خد منى يابني الحكم " :
خد منى يابني الحكم / علّمها لأولادك كل اللى عيشته فى حياتى / خليته راس مالك خلى الإيمان قبلتك / والطاعة عنوانك لا يجى يوم تنهزم / ولا يوم يسوء حالك
تلك هى وصية إبراهيم خليل إبراهيم لابنه يختصه بخلاصة تجاربه وخبرته فى الحياة يقدمها له كأعظم ميراث " خلى الإيمان قبلتك والطاعة عنوانك " لكى يحيا فى هذه الدنيا مرفوع الرأس شديد البأس لا يخشى إلا الله سبحانه وتعالى ولن تُظلم الدنيا فى وجهه مادام مع الله وفى طريقه وكما قدم شاعرنا وصيته لابنه الذى من صلبه فأنه يقدم وصيته أيضا لابن بلده فماذا قدم له ؟ فى مقطوعة بعنوان " خلى توب الصبر حصنك" يقول :
يا بن بلدى / صون بلادك/ خلى يوم وعدك سلاحك أوعى مرة تبيع ضميرك / والبشر يشهد بخيرك خلى توب الصبر حصنك / والفضيلة فى حكمتك يعلى ويّا العدل اسمك / لما تصدق كلمتك
فكما أوصى الشاعر ابنه بالإيمان والطاعة والصبر والفضيلة فإنه يوصى أبناء بلده أيضا بهذه الصفات فلم يفرق بينهما فى نصحه وإرشاده فجاءت كلماته قوية مؤثرة نافذة إلى القلب وجاءت صياغاته الشعرية بسيطة فى مبناها ثرية فى معناها . وفى مقطوعة إنسانية وطنية رائعة يخاطب فيها الشاعر صاحبه فى سياق وجدانى رفيع يذكره فيه بالطريق الذى سارا فيه معا وبلقمة العيش التى اقتسماها معا وبالأحزان والأفراح والدموع التى كانت بينهما دائما وفى نهاية المقطوعة يذكره بالحب الأعظم فى حياتهما وهو حب مصر يذكره بالكفاح الوطنى الشاق الذى سارا فيه معا فيقول فى مقطوعة بعنوان " نبض الروح " :
يا صاحبى/ يا حاسس بأحوالى يا نبض الروح فى موالى / اللقمة زمان قسمناها والفرحة كمان حضنّاها / والدمعة اللى على خدودنا بإيد واحدة مسحْناها
إلى أن يقول :
وكلمة مصر فـ ضلوعنا / ماجينا فـ يوم نسيناها وعزة مصر فـ قلوبنا / فـ عز الشدة صُناها
ولا يمكن أن نغفل هنا عن بعض الصور الشعرية الجميلة التى تبعث الدهشة فى النفس تؤكد شاعرية إبراهيم خليل إبراهيم مثل :
والدمعة اللى على خدودنا / بإيد واحدة مسحناها ـ واللقمة زمان قسمناها يا صاحبى يا نبض الروح فى موالى .... ألخ
ولأن إبراهيم خليل إبراهيم من الباحثين المتميزين الذين اهتموا بأدب الحرب فبحثوا ونقبوا عن أبطال حرب الاستنزاف وأبطال حرب أكتوبر الخالدة الذين سطّروا بدمائهم الذكية أروع صفحات البطولة والخلود فجاءت مقطوعته التى بعنوان " إحكى وقول يا ورق " التى تحمل عنوان نفس الديوان والتى يهديها إلى خيرة أجناد الأرض أبطال مصر الميامين أمثال البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم بطل كتابه " البطل الأسطورة " والبطل محمد المصرى بطل كتابه " قاهر الدبابات " والبطل محمد عبد العاطى - رحمه الله - والذى تناوله أيضا فى مواضع مختلفة من كتبه فيقول شاعرنا فى هذه المقطوعة :
إحكى وقول يا ورق / عن خيرة الأجناد فى أكتوبر الميمون / كانوا رجال أوتاد بيسجلوا قصتك يا مصر بالأمجاد إحكى وقول يا ورق / وفرّح الأولاد ألفين سلام يا جدع لمحمد المصرى ألفين سلام يا جدع لمحمد العاطى ألفين سلام يا جدع للمسعد الجواد
ونلاحظ هنا أن إبراهيم خليل إبراهيم الشاعر لم ينفصل عن إبراهيم خليل إبراهيم الباحث فقد جاءت مقطوعته الشعرية السابقة دون أن يشعر حاملة معها رائحة الأبطال الخالدين الذين تناولهم بالبحث والدراسة فى كتبه السابقة وحاملة أيضاً شذى قريحته البحثية الجادة ليؤكد لنا تعدد أنهار مواهبه وأن هذه الأنهار والروافد تصب فى بعضها البعض فى تناغم وتمازج جميل . وفى لمحة وفائية نادرة فى زمان قل فيه الوفاء يقدم إبراهيم خليل إبراهيم ثلاث مقطوعات معبرة إلى بعض الرموز التى تركت بصماتها عليه فأحبها وأجلها وقدم إليها بعض من حروف الوفاء الخالدة وأهم هذه الشخصيات الفنان الراحل عندليب الأغنية العربية عبد الحليم حافظ الذى لم يغب عنا أبدا حتى بعد رحيله ومما هو جدير بالذكر أن شاعرنا قدم كتابا مستقلا عن حياة هذا الفنان الخالد بعنوان " العندليب لا يغيب "( 3). وهو فى هذا الديوان يستمر فى عطائه وفى وفائه لهذا العندليب فيقدم له مقطوعة شعرية هى الأروع على الإطلاق فى هذا الديوان بعنوان " الفن فين ياحُلُم " حيث يقول :
ضاع النغم مـ الوتر / والوش جنّنى والفن حاله اتعوج / وأنا لسه مستنى تعالى عيد فننا / ياعندليب غنى يامسك أهل النغم / ياكف متحنى هاجرت طيور الهوى / ماعرفش راحت فين ؟ كل الأصيل اغترب / وتاهت العناوين كل اللى فاضل نشاز / قاعد على الصفين زى الردىء الهزيل / عايم على الميه أما التقيل الأصيل / ساكن فى عُمق الطين إلى أن يقول فى أجمل مقاطع النص : يا عندليب النغم / فن السمع مظلوم والعين فى عصر الصور / زادت همومها هموم وازاى هـ نسمع كويّس / والصورة فسدانه مليانه فُجر وسفاله / وفيروسات وسموم
وهنا يستحضر شاعرنا روح العندليب عبدالحليم حافظ ليشكو إليه ماآل إليه الفن فى عصرنا الحاضر من اعتلال وهبوط فى عصر السماوات المفتوحة التى تأتى إلينا بكل ماهو ردىء فى معظمه من أغان وكليبات وصور فاسدة تشمئز منها النفوس السوية وتقشعر منها الفطرة السليمة حتى يصل شاعرنا إلى النهاية فيستنجد بالعندليب ليعود مرة أخرى لضبط إيقاع الفن حتى يعود إلى جماله ورونقه الشفاف
تعالى عيد مجدنا يا عندليب غنى يا مسك أهل النغم يا كف متّحنى
ثم يضفر مقطوعته بالحكمة التى تقول بأن كل الأشياء الثقيلة تهبط إلى قاع النهر وما يبقى على السطح إلا الردىء الهزيل وهو تضفير رائع لبوح أروع .
زى الردىء الهزيل / عايم على الميه أما التقيل الأصيل / ساكن فى عُمق الطين
ثم يشكو الشاعر إلى العندليب عصر الفضائيات الذى يقدم المشاهد الفاضحة والمثيرة والكليبات الهابطة التى لا تترك فرصة للاذن لكى تستمع وتنتقى وتستمتع
وهنا استفهام تعجبى يوضح ما آل إليه حال الفن فى هذا الزمن الردىء حيث أن الأذن معذورة فى هذا الجو التشويشى الفاسد الذى لم يترك لها أى منفذ لاستقبال ما هو أجود بعيدا عن جو الإثارة المتفشى وعن تلك المشاهد الفجة التى تعطل عملية الاستقبال السليم . ومن لمحات الوفاء النادرة فى هذا الديوان أيضا " إحكى وقول يا ورق " للشاعر إبراهيم خليل إبراهيم مقطوعة بعنوان " الحروف فرحانة بيك " والتى يهديها إلى صاحب هذه الكلمات المتواضعة حيث يقول :
يا للى فاتح لينا قلبك / للصُغيّر والكبير يا للى دارك هى دارنا / والصالون أكبر دليل الحروف فرحانة بيك / والشعر والفن الجميل واحتضانك للمواهب / يا ما قدّمت الكتير فى الشهامة ليك قصور / وفى صالونك ألف نور والحروف لو كات بتنطق / كات قالت لك يا أمير والكرم لو ليه ملامح / كان فى يوم منك يغير
وهنا يتخذ إبراهيم خليل إبراهيم من صالون رفعت المرصفى الذى هو أحد مؤسسيه وأحد أعمدته الرئيسية مادة أساسية لهذه المقطوعة حيث يتحدث عن إنشاء الصالون وعن دوره فى إثراء الحياة الثقافية وعن الندوات والأمسيات التى يقيمها شهريا وعن احتضانه للمواهب الشابة .. إلخ كل هذا يقدمه شاعرنا فى أسلوب شعرى جميل وفى إيقاع موسيقى متسق بعيدا عن أى نتوء يجعلنا نستشعر هذا التناغم الرائع بين الكلمة الشاعرة وبين الإيقاع الشعرى الذى تكون محصلته المنطقية دهشة شعرية حقيقية ترتاح لها الأذن وتصفو بها النفوس. ثم يجسد شاعرنا ملامح الأمسية الشعرية فى صالون رفعت المرصفى الزمان والمكان فيقول فى نفس المقطوعة السابقة :
كل شهر فـ ندوتك بتّلمنا فى حوارى مرصفا بين الأحبة والمنى القصايد بينا تفرح والموسيقى والغُنا والحوارات الجميلة والفكاهة والهنا وفـ نهاية الأمسية .. . كان وداعك للجميع زى أروع أغنية كان وداعك للجميع كالتوصية الّلُقا ديما هنا ... اللقا ديما هنا
وأخيراً كانت هذه إطلاله نقدية سريعة حول هذا الديوان البسيط الجميل فى آن واحد " إحكى وقول يا ورق " للشاعر إبراهيم خليل إبراهيم مع خالص التهنئة له على صدور هذا الديوان العامر. منقول ___________ (1) مجلة الشعر عدد رقم 133 – شاعرية سعيد شوارب – د/ إيهاب النجدى (2) مجلة فصول – أغسطس 1991 إلهام الخلق الفنى – محمد ياسر شرف (3) العندليب لا يغيب – إبراهيم خليل إبراهيم – رقم الإيداع 4723/ 2002