موضوع: قصة الضفدع و السلحفاة التائهة السبت نوفمبر 03, 2012 10:37 pm
يحكى في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان انه كان هناك ضفدع صغير يعيش في بئر يمرح فيه و يلعب و يشرب و يستحم .. هذا الضفدع كان سعيدا يخرج كل مساء على حافة البئر ليستمتع بأشعة الشمس و جمال الطبيعة و ذات يوم جاءت سلحفاة تائهة لا تعرف أين تذهب فسألها الضفدع : الىأين أنت ذاهبة أيتها السلحفاة ؟ قالت له : لقد تهت أيها الضفدع ، و أضعت طريقي و إني لحزينة جدا فرد عليها الضفدع : لا عليك فأنا سأفرح بك و ستكوني سعيدة معي قالت: هل تتركني ألعب معك أيها الضفدع الجميل ؟ قال : بكل سرور قالت : شكرا لك لكن لا يمكنني إن أنزل معك إلى قاع البئر... فانا سلحفاة و لست ضفدعا مثلك خفيفا قال الضفدع : أنا من عادتي أن ألعب على حافة البئر و أستريح و استمتع بالهواء العليل و بأشعة الشمس و جمال الطبيعة و لكني في المساء أعود إلى قاع البئر لأفعل ما أريد لأن حياتي بهذا البئر رائعة و مملة في آن واحد فقالت السلحفاة : أنت لا تخاف من الغرق ؟ أجابها الضفدع قائلا : و كيف أغرق و المياه لا تغرق إلا قدمي و نزل الضفدع في قاع البئر و بقيت هي على حافته تنظر بإعجاب له و هو يمرح و يلهو و فجأة صاح لها الضفدع قائلا : هيا تشجعي أيتها السلحفاة الجميلة , هيا انزلي الى قاع البئر و سوف لن تندمي ؟ خافت السلحفاة من النزول إلى قاع البئر و ترددت كثيرا ثم قررت أن تنزل لصديقها الضفدع ... لكن جسمها حال دون دخول البئر الصغير و رغم عديد المحاولات فلم تعد السلحفاة قادرة على الهبوط إلى قاع البئر فحزنت و تراجعت و قررت العودة من حيث أتت و ودعت صديقها الضفدع رغم أنها أحبته لخفة روحه تركته في سبيل حاله ، و قفلت راجعة من حيث أتت باحثة عن بيتها . لكن الضفدع فكر مليئا في أمرها و أحس الضفدع بالوحدة و بالقلق و قال في نفسه إني بحاجة إليها تشاركني في العيش فما فائدة أن أعيش لوحدي في بئر و انقلبت سعادته إلى كآبة و صعد إلى حافة البئر يبحث عن صديقته السلحفاة و وجدها في انتظاره و قرر أن يذهب معها و يعيش حياة جديدة معها تاركا البئر هكذا يا أصدقائنا الصغار .... أحب الضفدع السلحفاة و حكايتنا فيها عبرة فأي كائن حي هو بحاجة إلى صديق أو صديقة تشاركه أفراحه و أتراحه مثل هذا الضفدع الجميل الذي تغيرت حياته بمجرد أن تعرف على سلحفاة تائهة في الطريق و قرر العيش معها.