بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى ,, وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاءنا اتصال من أخ عزيز محب للخير وأهله أبلغنا فيه عن وجود عائلة في أحد القرى القريبة من مدينتنا يسكنون في بيت طين ولا يوجد عندهم عائل لهم سوى الله عز وجل ومن ثم شيخ كبير في السن معاق , وبعد مشاورات أنا وأحد الزملاء ذهبنا لهذه القرية نقصد بيت هذا الرجل , وقد وصلنا إليهم بعد العصر وكانت درجة الحرارة قريبة من ( الصفر ) واستقبلنا هذا العجوز وهو مقعد ولم يستطع القيام , وبعد أن أكرمنا ببشاشة وجهه وجميل لسانه ، أخذنا التفاصيل منه وكان كثير الحمد لله عز وجل , ورغم أنه من المتعففين إلا أن صاحبي ( جزاه الله خيرا ) ألح عليه بالسؤال لمعرفة الحال , ولأجل المساعدة لهم , وقد تبين لنا ما أوجع مسامعنا , فقد قال بالحرف ( والله أني أفرح وأهتم إذا شفت المنشى ( يعني الغيوم ) لأني ساكن في هذا البيت وأخاف يطيح ( يعني ينهار ) هذا البيت وأفرح للمسلمين ) والله يا أخوان أن حالتهم حالة لا يعلمها إلا الله عز وجل وقد قال هذا الشايب المعاق ( أنه لم يسبق أن فتح حساب بالبنك ) لأن الذي يأتيه يشتري به لوازم لهذا البيت .
والذي فاجئنا أنا وزميلي أنه ليس أب لهذه العائلة بل هو عم لهم يعولهم بعد الله عز وجل بما يكتسبه من أهل الخير ومن الخرجية التي تأتيه, وبعد جولة قصيرة حول البيت رأيت ما يبكي العين , غرف صغيرة ومستلزمات بدائية . بعدها قرر زميلي جزاه الله خيرا السعي لهم لبناء مسكن يعيشون فيه والحمد لله تم جمع بعض الأموال وبقي القليل فقط .
الموضوع هنا ليس لطلب المعونة لهم فهؤلاء قلة من كثير رأيتهم في مدينتنا وخاصة في القرى القريبة وحتى داخل المدينة . ولا تكاد الجمعيات الخيرية تفي بهؤلاء الناس جميعا . ولكن بجهود المجتمع وتكاتف الغني مع الفقير والجار مع جاره ربما نحصر شيء يسير منهم . هذا شي قليل من شيء كثير . ولو سمح لي بالتصوير لأريتكم ما أوجعني لكن الحياء منعني .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم )
هذه دعوة محب لكم بالإنفاق وخاصة في هذا البرد الشديد وتلمس حاجات الفقراء والمساكين
اللهم إنا نعوذ بك من الكفر والفقر ونعوذ بك من عذاب القبر
قال عليه الصلاة والسلام ( كل امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس ) وجاء في الصحيحين أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ( رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه )
تأمل هذا الحديث بارك الله فيك قال عليه الصلاة والسلام { إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته } رواه ابن ماجة:صحيح الترغيب
نحن بنعم قد تلهينا .. فهذه تذكرة بحمد الله دائما وأبدا وشكره
( ولأن شكرتم لأزيدنكم