عدد المساهمات : 1335 تاريخ التسجيل : 23/10/2012 الموقع : الأسكندرية
موضوع: شهادة أن لا اله الا الله الأحد نوفمبر 04, 2012 2:16 am
روي في الاثر ان مفتاح الجنة لا اله الا الله ولكن هل كل من قال لا اله الا الله
استحق ان تفتح له ابواب الجنة قيل لوهب بن منبه :
اليس لا اله الا الله متاح الجنة ؟ قال : بلى ولكن ما من مفتاح الا له اسنان ،
فان جئت بمفتاح له اسنان فتح لك ، والا لم يفتح لك .
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم احاديث كثيرة كلها تبين هذه الاسنان لهذا المفتاح
مثل قوله صلى الله عليه وسلم ( من قال لا اله الا الله مخلصا )
وقوله صلى الله عليه وسلم ( مستيقنا قلبه ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( يقولها حقا من قلبه ) ،
حيق علقت الاحاديث دخول الجنة على : العلم بمعنى ( لا اله الا الله )
ونصوص تبين الثبات على هذه الكلمة ، ونصوص تدل على وجوب الخضوع لمدلولها .
ومما سبق استنبط العلماء شروطا لا بد من توافرها ، مع انتقاء الموانع حتى تكون كلمة ( لا اله الا الله ) مفتاحا للجنة وهذه الشروط هي اسنان المفتاح ،
وهي :( 1 ) العلم : حيث ان لكل كلمة معنى ، فيجب ان تعلم معنى كلمة التوحيد ( لا اله الا الله )
علما منافيا للجهل ، فهي تنفي للألوهية عن غير الله تعالى وتثبتها لله عز وجل ، فلا معبود بحق الا الله ، ومن الأدلة قوله عز وجل
( الّا مَنْ شَهِدَ بِالحَقِ وَهُم يَعْلَمونْ )
وقال صلى الله عليه وسلم ( من مات وهو يعلم أن لا اله الا الله دخل الجنة ) رواه مسلم ، ويكتمل هذا الشرط بما يليه وهو الشرط الثاني
( 2 ) اليقين المنافي للشك : وهو أن تستيقن يقينا جازما بمدلول كلمة التوحيد ، لأنها لا تقبل شكا ، ولا ظنا ، ولا ترددا بل يجب أن تقوم على اليقين القاطع الجازم ، فقد قال عز وجل
في وصف المؤمنين : ( إنما الـمُؤْمِنونَ الذين ءامنوا باللهِ ورسولِهِ ثمّ لَمْ يرْتابو وجاهدوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل الله أولئك هُمُ الصادقون )
فلا يكفي مجرد التلفظ ،بل لا بد من استيقان القلب ، فان لم يحصل هذا اليقين فهو النفاق ،
قال صلى الله عليه وسلم ( اشهد أن لا اله الا الله وان رسول الله لا يلقى بهما عبد غير شاك فيهما الا دخل الجنة ) رواه مسلم
( 3 ) القبول : فإذا علمت وتيقنت ، فينبغي أن يكون لهذا العلم اليقيني أثره ،
فيتحقق القبول لما اقتضته هذه الكلمة ، بالقلب واللسان ، فمن رد دعوة التوحيد
ولم يقبلها كان كافرا ،
سواء كان ذلك الرد بسبب الكبر ، أو العناد ، أو الحسد ، وقد قال عز وجل عن الكفار الذين رددوها استكبارا
( انّهُم كَانُوا إذا قيل لهم لا اله الا الله يَسْتَكْبِرون )
( 4 ) الانقياد : وهو الانقياد للتوحيد انقيادا تاما ، وهذا الانقياد هو المحك الحقيقي ،
والمظهر العملي للإيمان ، ويتحقق هذا ويحصل بالعمل بما شرعه الله عز وجل ، وبترك ما نهى عنه ،
كما قال تعالى ( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى والى الله عاقبة الأمور ) وهذا هو تمام الانقياد
( 5 ) الصدق : يصدق في قول كلمة التوحيد صدقا منافيا للكذب والنفاق ، والدليل قوله تعالى ( يقولون بِألْسِنَتِهِمْ ما لَيسَ في قُلوبِهم )
( 6 ) المحبة : فيحب المؤمن هذه الكلمة ويحب العمال بمقتضاها ، ويحب أهلها والعاملين بها ،
وعلامة حب العبد لربه هو تقديم محاب الله ،
وان خالفت هواه ، ومولاة من والى الله ورسوله ، ومعاداة من عاداه ، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، واقتفاء أثره ، وقبول هداه
( 7 ) الإخلاص وهو ان يخلص في قولها حيث قال عز وجل ( وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء )
( فان الله قد حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله )
ومع هذه الشروط مجتمعة ، لا بد من الاقامة على هذه الكلمة والثبات عليها حتى الموت