رسالة من أبن لأبيه

والدى الغالى
من حقى أن يكون لى أب افتخر به وأشعر بوجوده
وبأنتمائى إليه فأذا كنت فى المدرسة
تمنيت أن تسأل عنى

والدى الغالى
المدرسة تشتكى والمسجد يحن والبيت يئن
والرفاق يتنافسون

فأين موقعى فى خريطة أهتمامك وأعمالك ..؟
وماذا أنت صانع معى ولى ..؟




فتسمع ما يرضيك وتفتخر بى
وتنصب قامتك أمام أستاذى وأصحابى

وإذا كنت فى المسجد تلهفت أن تسأل
عن مقدار حفظى من كتاب الله

وكيف يكون سلوكى مع الله فى شعائره
ومع الناس فى معاملتهم ..؟


وإذا عدت الى البيت رجوت أن تسألنى عن أولئك الذين
أصاحبهم وألهوا معهم

فتختار لى جليسا صالحا أزداد به كرامة فى الدنيا
وسعادة فى الآخرة

وتحذرنى من جليس السوء ورفيق المعصية
وزميل الخطيئة ممن يعدى السليم الأجرب


< المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل >
عن المرء لآتسأل . وسل عن قرينه .
فكل قرين بالمقارن يقتضى

وفى أثناء وجودى فى البيت تمنيت أن تعاملنى
كيف أقضى وقتى ..؟
وكيف أمارس هويتى ..؟
وكيف أعامل والدتى وأخوتى ..

وإذا خرجت إلى السوق رغبت أن تثق من غير تفريط
فترشدنى فى بيعى وشرائى
وأخذى وأعطائى وبذلى ومنعى

فهل وجهتنى وأرشدتنى لسبل الخير
والصلآح فأين التوجيه والإرشاد
لسبيل الخير والسداد
وأين المتابعة والمراقبة ..؟


ثم أين الحساب والعتاب والعقاب
وأذكرك بحديث للنبى صلى الله عليه وسلم
لتجعله نصب عينيك


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
< ما من عبد أسترعاه الله رعايه فلم يحطها بنصيحة
إلآ لم يجد رائحة الجنة >

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .