دليل ستالايت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تزكية النفس وتهذيبها ( هجرة القلوب )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
م عادل محمود
مؤسس الدعم التطويرى

مؤسس الدعم التطويرى



تزكية النفس وتهذيبها ( هجرة القلوب ) 417252771

ذكر
عدد المساهمات : 1335
تاريخ التسجيل : 23/10/2012
الموقع : الأسكندرية

تزكية النفس وتهذيبها ( هجرة القلوب ) Empty
مُساهمةموضوع: تزكية النفس وتهذيبها ( هجرة القلوب )   تزكية النفس وتهذيبها ( هجرة القلوب ) Emptyالأحد نوفمبر 04, 2012 8:18 pm


إخوانى الإعزاء
الفرع الثانى من تزكية النفس


أعظم أنواع الهجرة هجرة
القلوب




إن الحمد لله ذي الفضل والإحسان ،
شرع لعباده هجرة القلوب ، وهجرة الأبدان ،

وجعل هاتين الهجرتين باقيتين على مر الزمان ،
وليكن لنا في سيرة نبينا خير أسوة ،

وذلك بترسم خطاه والسير على نهجه والاقتداء به
في أقواله وأفعاله وأخلاقه كما أمرنا الله بذلك
فقال عز وجل:

( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله
واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ً ) .



إن الهجرة معناه لغة :
مفارقة الإنسان غيره ببدنه أو بلسانه أو بقلبه .

ومعناه شرعا ً: مفارقة بلاد الكفر
أو مفارقة الأشرار أو مفارقة الأعمال السيئة

والخصال المذمومة .


وهي من ملة إبراهيم الخليل
عليه الصلاة والسلام حيث قال :

( إني ذاهب إلى ربي سيهدين )



أي مهاجر من أرض الكفر إلى الإيمان ،
وقد هاجر عليه الصلاة والسلام ببعض ذريته

إلى الشام حيث البلاد المقدسة والمسجد الأقصى ،
والبعض الآخر إلى بلاد الحجاز

حيث البلد الحرام والبيت العتيق .


كما جاء في دعائه لربه :
( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي
زرع عند بيتك المحرم ) .



والهجرة من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم
حيث أمر الصحابة بالهجرة إلى الحبشة لما اشتد

عليهم الأذى من الكفارفي مكة
فخرجوا إلى أرض الحبشة

مرتين فرارا ً بدينهم .

وبقي النبي صلى الله عليه وسلم
في مكة يدعو إلى الله ويلاقي من الناس أشد الأذى ،
وهو يقول :


( رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق
واجعل لي من لدنك سلطانا ً نصيرا ً ) .






فأذن الله له بالهجرة إلى المدينة وأذن
rصلى الله عيه وسلم
لأصحابه بالهجرة إليها ،
فبادروا إلى ذلك فرارا ًبدينهم

وقد تركوا ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا ً من الله
ورضوانا ًوينصرون الله ورسوله ،

وقد أثنى الله عليهم و مدحهم ووعدهم جزيل الأجر والثواب ،

وصارت الهجرة قرينة الجهاد في
كتاب الله عز وجل .



وصار المهاجرون أفضل الصحابة حيث فروا
بدينهم وتركوا أعز ما يملكون من الديار


والأموال والأقارب والعشيرة ،
وباعوا ذلك لله عز وجل وفي سبيله

وابتغاء مرضاته .




وصار ذلك شريعة ثابته إلى أن تقوم الساعة
فقد جاء الحديث :

( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ،
ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها )


فكل من لم يستطع إظهار دينه في بلد فإنه
يجب عليه أن ينتقل منها إلى بلد يستطيع فيه

إظهار دينه .



وقد توعد الله من قدر على الهجرة فلم يهاجر ،
قال تعالى :


( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم

قالوا فيه كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض
قالوا ألم تكن أرض الله واسعة


فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ً

إلا المستضعفين من الرجال والنساء
والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا


فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم
وكان الله عفوا ً غفورا ً ) .




فهذا وعيد شديد لمن ترك الهجرة بدون عذر ،
وهذه الآية الكريمة عامة في كل من أقام

بين ظهراني المشركين وهو قادر
على الهجرة وليس متمكنا ً من إقامة الدين ،

وأنه ظالم لنفسه مرتكب حراما ًبالإجماع
وبنص هذه الآية حيث يقول تعالى :

( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ) .



أي بترك الهجرة :
( قالوا كنا مستضعفين في الأرض ) .

ومن أنواع الهجرة

هجر المعاصي
من الكفر والشرك والنفاق

وسائر الأعمال السيئة والخصال الذميمة
والأخلاق الوخيمة ،

قال تعالى لنبيه rصلى الله عليه وسلم :
( والرجز فاهجر ) .

والرجز : الأصنام . وهجرتها :
تركها والبراءة منها ومن أهلها .



وقال النبي rصلى الله عليه وسلم :

( المسلم من سلم من لسانه ويده ،
والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) .

أي ترك ما نهى الله عنه من الأعمال والأخلاق
والأقوال والمآكل المحرمة والمشارب


والنظر المحرم والسماع ،
كل هذه الأمور يجب هجرها والابتعاد عنها .



ومن أنواع الهجرة

هجر العصاة من الكفار
والمشركين والمنافقين والفساق

وذلك بالابتعاد عنهم ،
قال تعالى :
( واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا ً جميلا ً ) .


أي : اصبر على ما يقوله من كذبك
من سفهاء قومك :

( واهجرهم هجرا ً جميلا ً )
أي : اتركهم تركا ً لا عتاب معه .



ومن أعظم أنواع الهجرة

هجرة القلوب إلى الله تعالى
بإخلاص العبادة له في السر والعلانية ،

حتى لا يقصد المؤمن بقوله وعمله إلا وجه الله ،
ولا يحب إلا الله ومن يحبه الله ،

وكذلك الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
rبا تباعه وتقديم طاعته والعمل بما جاء به .




فتبين من هذا أن الهجرة أنواع هي :

هجر أمكنة الكفر . . .
وهجر الأشخاص الضالين . . .

وهجر الأعمال والأقوال الباطلة . .
وهجر المذاهب والأقوال والآراء المخالفة
للكتاب والسنة .

فليس المقصود التحدث عن الهجرة
بأسلوب قصصي وسرد تاريخي ،

أو تقام لمنا سبتها طقوس واحتفالات
ثم تنسى ولا يكون لها أثر في النفوس
أو تأثير في السلوك ،



فإن كثيرا ً ممن يتحدثون عن الهجرة
على رأس السنة لا يفقهون معناها

ولا يعلمون بمقتضاها بل يخالفونها في سلوكهم وأعمالهم ؛
فهم يتحدثون عن هجرة الرسول وأصحابه

وتركهم أوطان الكفر إلى وطن الإيمان ،
وهم مقيمون في بلاد الكفر أو يسافرون إليه لقضاء

الإجازة أو للنزهة
أو لقضاء شهر العسل كما يسمونه
بعد الزواج ! ! .




يتحدثون عن الهجرة وهم لا يهجرون
عبادة القبور والأضرحة ،

بل يعبدونها من دون الله كما تعبد الأصنام
أو أشد .

يتحدثون عن الهجرة وهم لا يهجرون المذاهب الباطلة
والآراء المضلة بل يجعلونها مكان الشريعة الإسلامية .

يتحدثون عن الهجرة وهم لا يهجرون المعاصي
والأخلاق الرذيلة .



يتحدثون عن الهجرة وهم لايهجرون عادات الكفر
وتقاليدهم بل يتشبهون بهم ،

فأين هي معاني الهجرة وأنواعها من
تصرفات هؤلاء ؟ .



فاتقوا الله عباد الله ،
واقتبسوا من الهجرة وغيرها

من أحداث السيرة النبوية دروسا ً تنهجونها في حياتكم ،
ولا يكن تحدثكم عن الهجرة مجرد
أقوال على الألسنة , حبرا ًعلى الأوراق .


قال تعالى :
( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله آووا
ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا ً لهم مغفرة ورزق كريم ) .




وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم .



شكرا لحسن مروركم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tvsat.ahladalil.com/profile?mode=editprofile&page_pr
 
تزكية النفس وتهذيبها ( هجرة القلوب )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دليل ستالايت :: الإدارة والمشرفون :: الموضوعات العامة للمنتديات-
انتقل الى: