منهاج المسلم فى ( خلق الرحمة )

إخوانى الإعزاء

المسلم لآبد وأن يكون رحيم والرحمة خلق من أخلآقه
إذ منشأ الرحمة صفاء النفس وطهارة الروح

والمسلم بإتيانه الخير وعمله الصالح وإبتعاده عن الشر
وإجتنابه المفاسد هو دائما فى طهارة نفس وطيب روح

ومن كان هذا حاله فإن الرحمة لا تفارق قلبه أبدا .
لهذا كان المسلم يحب الرحمة ويربيها ويوصى بها
ويدعوا إليها مصدقا لقول الله تعالى

( ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة )

وعملآ بقول رسول الله
( إنما يرحم الله من عباده الرحماء )

وقوله أيضا
( أرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء )

وإسترشادا بقوله أيضا
( من لآ يرحًم لآ يَرحًم )

ومن قوله أيضا
( لآ تنزع الرحمة إلآ من شقى )

وأيضا قال

( مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد
إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )

صدق رسول الله

فالرحمة إخوانى الإعزاء

إن كانت حقيقتها رقة القلب وإنعطاف النفس
المقتضى للمغفرة والإحسان .
فإنها لن تكون دائما مجرد عاطفة نفسية

لآ أثر لها فى الخارج بل آثار خارجية و مظاهر حقيقية
تتجسم فيها في عالم الشهادة .

ومن آثار الرحمة الخارجية العفو عن ذى الذلة والمغفرة
لصاحب الخطيئة وإغاثة الملهوف ومساعدة الضعيف

وإحكام الجائع وكسوة العارى ومداواة المريض
ومواساة الحزين كل هذه من آثار الرحمة .

ومن صور مظاهر الرحمة التى تتجلى فيها
وتبرز للحس والعيان ما يلي :
روى البخارى عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال :

( دخلنا مع رسول الله على أبي يوسف القين
وكان ظئرا لإبراهيم فأخذ رسول الله

ولده إبراهيم وقبله وشمه ثم دخلت عليه بعد ذلك
وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عيني رسول الله تذرفان فقال له :
عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه وأنت يارسول الله

فقال : يا بن عوف إنها الرحمة ثم قال
( إن العين لتدمع والقلب يحزن

ولآ يقول إلآ ما يرضى ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون )

فزيارة رسول الله إلى طفله الصغير وهو فى بيت مرضعته
وتقبيله إياه ثم عيادته له وهو مريض يجود بنفسه
ثم ما أرسل عليه من دموع الحزن

كل ذلك من مظاهر الرحمة التى فى القلب

والمظاهر إخوانى الإعزاء
كثيرة حتى لآ أطيل على حضراتكم
نستشف من الرسالة إن من صفات المسلم

لآبد وأن يكون رحيما فى كل شىء قولآ وعملآ
نكتفى بهذا القدر وإلى رسالة جديدة

وخلق متجدد بعون الله فانتظرونى يحببكم الله .

» منهاج المسلم في ( خلق الحياء )
» منهاج المسلم فى ( خلق الصدق )
» منهاج المسلم فى ( خلق الحياء )
» منهاج المسلم فى ( خلق التواضع وذم الكبر )
» خاتمة كتاب منهاج المسلم